فهرست کتاب

حد شرب الخمر

حد شرب الخمر

السؤال: ما حد شرب الخمر؟ [7/202]

الجواب [رقم: 272]:

شرع الله على لسان نبيه إقامة الحد بالجلد لشارب الخمر، كفارة عنها. وليكون بمثابة الزجر عن ارتكاب هذه الجريمة الأثيمة؛ لأن دين الإسلام قائم على محاربة الجرائم على اختلاف أنواعها، وعلى تقليلها، وتطهير المجتمع من الجهر بها. فشرع حد الخمر صيانة للعقول والأرواح والأجسام والمجتمع. وأنزل الله ﴿وَلاَ تَأْخُذْكُم بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ [سورة النور، الآية: 2] لأن من لا يُكرِم نفسه لا يُكرَم. ﴿ وَمَن يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِن مُّكْرِمٍ ومن يهن الله فما له من مكرم، و«حَدٌّ يُقَامُ فِي الْأَرْضِ خَيْرٌ لأَهْلِهَا مِنْ أَنْ يُمْطَرُوا أَرْبَعِينَ صَبَاحًا» [رواه النسائي (4904، 4905)، وابن ماجه (2538)، وأحمد (8738) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه].

والنبي ﷺ جلد في الخمر أربعين، وأبو بكر أربعين، وعمر ثمانين[رواه مسلم (1707) من حديث علي رضي الله عنه].

وقال: «مَنْ شَرِبَ الْخَمْرَ فَاجْلِدُوهُ، ثُمَّ إِذَا شَرِبَ الْخَمْرَ فَاجْلِدُوهُ» [رواه النسائي (5661)، وأحمد (6197) من حديث ابن عمر رضي الله عنهما].

وقال: «مَنْ حَالَتْ شَفَاعَتُهُ دُونَ حَدٍّ مِنْ حُدُودِ اللَّهِ، فَقَدْ ضَادَّ اللَّهَ فِي أَمْرِهِ» [رواه أبو داود (3597)، وأحمد (5385) من حديث ابن عمر رضي الله عنهما].

والتأديب بالسجن ولو طال فإنه لن يقوم مقام الجلد في النكاية والردع، لكون الجلد تكفيرًا للجريمة، وزجرًا عن معاودة فعلها، وردعًا للناس عن أمثالها. والله يقول: ﴿وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِّنَ الْمُؤْمِنِين[سورة النور، الآية: 2].

***