فهرست کتاب

يمين الطلاق بغير نية الطلاق لا يقع وفيه كفارة يمين

يمين الطلاق بغير نية الطلاق لا يقع وفيه كفارة يمين

السؤال:

حضرة سماحة الشيخ عبدالله بن زيد آل محمود
رئيس المحاكم الشرعية والشؤون الدينية بدولة قطر - حفظه الله -.

السلام عليكم ورحمة الله. وبعد؛

فإنه لمن دواعي سروري أن أتقدم لسماحتكم بهذا السؤال راجيًا ولو كلفت عليكم الرد عليه.

إنه عندما كنت في القاهرة من مدة ست سنين تقريبًا حصل بيني وبين أحد أنسابي هناك مشاجرة وصلت إلى أنني فقدت أعصابي وغضبت غضبًا شديدًا وتلفظت قائلاً: إن أم خالد (يعني زوجتي) طالق بالثلاث إن زرتكم في القاهرة (أو طبيتها) أما زيارتها فلا مانع لدي، وقد استثنيت المجيئات الرسمية، وكان ذلك في حالة غضب شديد، وفي العام الماضي سافرت إلى أمريكا، وفي رجوعي نزلت في القاهرة وأقمت فيها خمسة عشر يومًا ولست في مهمة رسمية، وزرت العائلة هناك، هذا حاصل ما حدث معي، أرجو من سماحتكم إفادتي، والله يرعاكم بحفظه، والسلام عليكم.

محبكم المخلص: عبدالله بن ح

الجواب [رقم: 177]:

من عبدالله بن زيد آل محمود، إلى الأخ الفاضل عبدالله بن ح، سلام عليكم.

وبعد: فقد استلمت كتابكم الكريم أشرت فيه إلى السؤال الذي حاصله: أنك على إثر مغاضبة بينك وبين أصهارك قلت: زوجتي أم خالد طالق بالثلاث إن زرتكم في القاهرة (وطبيتها)، وقد استثنيت بزعمك المجيئات الرسمية، وكان ذلك في حالة غضب شديد، وذكرت أنك في العام الماضي سافرت إلى أمريكا وفي رجوعك نزلت في القاهرة وأقمت فيها خمسة عشر يومًا ولست في مهمة رسمية، وأنت زرت العائلة هناك الذين حلفت عليهم، هذا حاصل ملخص السؤال.

الجواب: يظهر من سبب الحلف بالطلاق أن الذي هيجك هو المغاضبة بينك وبين أصهارك، وأنك طلقت بالثلاث بلفظ واحد على الامتناع عن زيارتهم في القاهرة وعلى عدم النزول بها، وهذا الطلاق الواقع منك بهذه الصفة نعتبره يمين طلاق وليس بالطلاق المفرق بين الرجل وامرأته؛ لأنك لم ترد به طلاق زوجتك، وإنما قصدت به الامتناع عن زيارة أصهارك وعن نزولك بالقاهرة، وقد فعلت ما حلفت عليه من زيارة أصهارك ومن نزولك في القاهرة، فنحن في دائرة عملنا نفتي بأن هذا الطلاق بهذه الصفة هو يمين طلاق مكفر وليس بالطلاق، كما أفتى بذلك شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - والعلامة ابن القيم وكثير من العلماء، لهذا عليك كفارة يمين، أي: إطعام عشرة مساكين أو كسوتهم وتنحل عنك يمين هذا الطلاق، وتبقى زوجتك أم خالد المحلوف عليها مباحة لك وليست بحرام عليك كحالتها السابقة. فهذا ما نفتي به لتكونوا على نظر منه.

رئيس المحاكم الشرعية والشؤون الدينية

عبدالله بن زيد آل محمود