الإلحاح في الدعاء وعدم القنوط
السؤال: قد يدعو الإنسان ويلح في الدعاء ولا يستجاب له فيتوقف عن الدعاء. فما نصيحتكم؟ [6/178]
الجواب [رقم: 305]:
الدعاء عبادة، بل هو مخ العبادة، والمسلم مخلوق للعبادة، فلا ينبغي له أن يستبطئ الإجابة ويقول: قد دعوت ودعوت فلم يستجب لي، فيكسل عند ذلك وييأس فيترك الدعاء؛ لأن هذا من باب القنوط من رحمة الله، واليأس من روح الله، فإن الله سبحانه هو أعلم بمصالح عباده، فقد يدعو الإنسان بشيء من حظوظ الدنيا وسعة الرزق، وكثرة المال والعيال، ولو استجيب له، وعجلت له دعوته لكان فيه محض مضرته وهلاكه؛ لأن الله سبحانه يحمي عبده المؤمن من بعض الأشياء التي يتمناها ويشتهيها رحمة منه؛ لأنها لو حصلت له لأفسدت عليه دينه ودنياه، ﴿وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ﴾[سورة البقرة، الآية: 216]، ومن دعاء بعض السلف: اللَّهم ما أعطيتني مما أحب، فاجعله عونًا لي على ما تحب، اللَّهم ما زويت عني مما أحب، فاجعله فراغًا لي فيما تحب.
فالداعي لربه لن يخيب أبدًا: «إما أن يستجيب الله له دعوته، وإما أن يدخر ثوابها له في الآخرة، وإما أن يدفع عنه من السوء مثلها» - كما ثبت بذلك الحديث - فقالوا: يا رسول الله، إذًا نكثر من الدعاء. فقال: «فضل الله أكثر» [رواه أحمد (11133)، والبخاري في الأدب المفرد (710)، والطبراني في الدعاء (36)، والحاكم (1816)، والبيهقي في الدعوات الكبير (380)، جميعًا من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه].
فواجب المسلم والمسلمة أن يكثر من الدعاء في كل الحالات، وفي سائر الأوقات، ﴿ادْعُواْ رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُعْتَدِين ٥٥﴾[سورة الأعراف، الآية: 55]، ﴿ قُلْ مَا يَعْبَأُ بِكُمْ رَبِّي لَوْلاَ دُعَاؤُكُمْ ﴾[سورة الفرقان، الآية: 77].
***