سريان حرمة الرضاع من جهة الأب بالرضاعة
صاحب الفضيلة الشيخ عبدالله بن زيد آل محمود... حفظه الله.
رئيس المحاكم الشرعية والشؤون الدينية.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد؛
فأرجو إفتائي في الواقعة التالية، علمًا بأنني سأكون عند الرأي الذي تفتونني به إن شاء الله.
1– عطا الله تزوج من فاطمة التي أرضعت عمر (من خارج العائلة) - الذي هو أنا - مع ابنتها لمدة عشرين يومًا... ثم طلقت وتوفيت، تزوج عطا الله نفسه من هذه التي أنجبت له ابنة هي اعتدال.
2– تزوج عمر (أنا) من اعتدال وأولدها ستة أكبرهم في التاسعة وأصغرهم عمره ثلاثة شهور...
3– في شهر ذي الحجة 1404هـ، أعلمت بأن زوجتي اعتدال هي أختي ولا يجوز لي نكاحها على اعتبار (لبن الفحل)، فاعتزلت زوجتي من ذلك الحين حتى أتبين وجه الحق في المسألة، فكتبت إليكم راجيًا إفتائي علمًا بأنني كتبت إلى فضيلة المفتي العام للمملكة الأردنية أبلغه بذلك وأطلب حكم الشرع ولم أتلق الجواب إلى الآن، فأرجو من فضيلتكم إفتائي وجزاكم الله عني خير الجزاء، ووفقكم لخدمة دينه، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
مقدمه/ عمر موسى علي الفرجان الأردن
الجواب [رقم: 150]:
إلى الفاضل/ عمر موسى علي الفرجان.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته... وبعد؛
تسلمت كتابكم الكريم، أشرت فيه إلى أن المرأة فاطمة قد أرضعت ولدًا هو عمر من لبن زوجها عطا الله، وتوفيت هذه المرأة وتزوج عطا الله امرأة أخرى تدعى هندًا، فأنجبت له بنتًا تسمى اعتدالاً، فتزوجها عمر، فسألت عن كيفية زواج عمر لها وعن طريق الحلال والحرام في ذلك.
فاعلم يا أخي أن عمر قد صار ابنًا للرجل عطا الله من الرضاع، ثم تزوج عمر من بنت عطا الله اعتدال وهي بالحقيقة أخته من الرضاع من طريق (لبن الفحل) لكون لبن الفحل يحرم لحديث: «يَحْرُمُ مِنَ الرَّضَاعَةِ مَا يَحْرُمُ مِنَ النَّسَبِ» [رواه البخاري (2645)، ومسلم (1447) من حديث ابن عباس رضي الله عنهما] فعمر هو ابن عطا الله من الرضاع كما أن اعتدال هي بنت عطا الله من النسب، فثبتت الحرمة بينهما، فكانت اعتدال أخت عمر من الرضاع، وهذا النكاح بينهما هو خطأ داخل تحت العفو؛ لأن الله يقول: ﴿رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا﴾[سورة البقرة، الآية: 286] قال الله: «قَدْ فَعَلْتُ» [رواه مسلم (126) من حديث ابن عباس رضي الله عنهما].
والعيال منها هم عيال عمر بلا شك، فلا يدخل في أنفسكم شيء من الشك في ذلك، لأن مثلها يقع دائمًا بين الناس، لأن مسائل الرضاع دقيقة وتكون في بعض الحالات خفية...
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
رئيس المحاكم الشرعية والشؤون الدينية
عبدالله بن زيد آل محمود
15/1/1405هـ، الموافق: 30/9/1984م
***