فهرست کتاب

إجبار الرجل ابنته البكر على الزواج ممن يختاره لها

إجبار الرجل ابنته البكر على الزواج ممن يختاره لها

السؤال: هل للأب إجبار بنته البكر على الزواج من شخص يختاره لها؟

الجواب [رقم: 139]:

قال الشيخ سليمان بن سحمان:

وليس لأب جبر بكر على امـرىءٍ
أبته ولم ترضاه إن كنت مقتد
وهذا خلاف السنة المحضة التـي
أتتنا عن المعصوم أكمل مرشد
فإن أكرهت فاردد إليها مخيـرًا
فإن لم تشأ فافسخ ولا تتقيـد
وهذا هو القول الصحيح الذي به
ندين إلـٰـه العالمين ونقتـدي

أشار الناظم إلى حديث ابن عباس: أن جارية بكرًا أتت النبي ﷺ فذكرت أن أباها زوّجها وهي كارهة، فخيرها رسول الله، (رواه أحمد وأبو داود وابن ماجه) وأعلّ بالإرسال، وأجيب عنه بأنه رواه أيوب بن سويد عن الثوري عن أيوب موصولاً. وكذا رواه معمر بن سليمان عن زيد بن حيان عن أيوب موصولاً. وإذا اختلف في إرسال الحديث ووصله فالحكم لمن وصله، قال المصنف: الطعن في الحديث لا معنى له لأن له طرقًا يقوي بعضها بعضًا[انظر: سنن أبي داود (2096)، وابن ماجه (1875)، ومسند أحمد (2469)، ومعرفة السنن والآثار للبيهقي (10/47)، وتنقيح التحقيق لابن عبدالهادي (4/305 – 306)، والتلخيص الحبير لابن حجر (3/349)].

ويؤيده حديث أبي هريرة في المتفق عليه: «لَا تُنْكَحُ الْبِكْرُ حَتَّى تُسْتَأْذَنَ» [رواه البخاري (6968)، ومسلم (1419) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه] وهذا الحديث أفاد ما أفاده الأول ودل على تحريم إجبار الأب لابنته البكر على النكاح. ولمسلم: «وَالْبِكْرُ يَسْتَأْذِنُهَا أَبُوهَا» [صحيح مسلم (1421) من حديث ابن عباس رضي الله عنهما]. وإلى هذا ذهب أبو حنيفة. وقد أخرج النسائي عن عائشة: «إن فتاة دخلت عليها وقالت: إن أبي زوجني من ابن أخيه ليرفع بي خسيسته وأنا كارهة، قالت: اجلسي حتى يأتي رسول الله ﷺ، فأتى فأخبرته، فأرسل إلى أبيها فدعاه، فجعل الأمر إليها، فقالت: يا رسول الله، قد أجزت ما صنع أبي، ولكن أردت أن أعلم النساء أنه ليس للآباء من الأمر شيء» [رواه النسائي (3269)، وأحمد (25043)]. انتهى.

وذهب أحمد والشافعي إلى أن للأب إجبار ابنته البكر البالغة على النكاح لمفهوم حديث «الثَّيِّبُ أَحَقُّ بِنَفْسِهَا مِنْ وَلِيِّهَا» [رواه مسلم (1421) من حديث ابن عباس رضي الله عنهما] فإنه دل أن البكر بخلافها وأن الولي أحق بها. ويرده: أن هذا مفهوم لا يقاوم المنطوق.

***