حكم الصلاة جماعة في المنزل وترك المسجد
السؤال: سماحة الشيخ/ عبدالله بن زيد آل محمود... رئيس المحاكم الشرعية بقطر سلمه الله. تحية صادقة، وبعد: فإني أرغب من سماحتكم التفضل بالإجابة على الأسئلة التالية، جزاكم الله خيرًا، وهي:
خامسًا: ما حكم الصلاة لعدد من الناس جماعة مع أن قربهم مسجد؟
وإني إذ آمل من الله ثم منكم أن تنال رسالتي كل اهتمامكم وحرصكم، أثابكم الله وسدد خطاكم، إنه سميع مجيب، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
(25/4/1408هـ)
المقدم ابنكم/ عبدالحميد بن عبدالعزيز
الجواب [رقم: 48]:
خامسًا: سألت عن حكم الصلاة لعدد من الناس جماعة مع أن قربهم مسجد؟
الجواب: فظاهر مذهب الإمام أحمد والشافعي وأبي حنيفة أنه يجوز ذلك، ويسقط به الفرض عن هؤلاء المصلين، واختيار شيخ الإسلام ابن تيمية والعلامة ابن القيم أنه لا بد من الصلاة في المسجد، وحديث ابن أم مكتوم حيث استأذن النبي ﷺ أن يصلي في بيته؛ لأن بينه وبين المسجد نخلاً وواديًا وهو أعمى، فقال له رسول الله: «أَتَسْمَعُ النِّدَاءَ؟»، قال: نعم، قال: «فَأَجِبْ» [أخرجه مسلم (653)، والنسائي (850) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه]. وكذا حديث ابن عباس: «مَنْ سَمِعَ النِّدَاءَ فَلَمْ يَأْتِ، فَلَا صَلَاةَ لَهُ إلَّا مِنْ عُذْرٍ» [أخرجه ابن ماجه في سننه (793)]، وقد هم النبي ﷺ بإحراق بيوت المتخلفين عن الصلاة في الجماعة[أخرجه البخاري (644)، ومسلم (651). ولفظه: «وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَقَدْ هَمَمْتُ أَنْ آمُرَ بِحَطَبٍ فَيُحْطَبَ، ثُمَّ آمُرَ بِالصَّلَاةِ فَيُؤَذَّنَ لَهَا، ثُمَّ آمُرَ رَجُلاً فَيَؤُمَّ النَّاسَ، ثُمَّ أُخَالِفَ إِلَى رِجَالٍ فَأُحَرِّقَ عَلَيْهِمْ بُيُوتَهُمْ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوْ يَعْلَمُ أَحَدُهُمْ أَنَّهُ يَجِدُ عَرْقًا سَمِينًا، أَوْ مِرْمَاتَيْنِ حَسَنَتَيْنِ لَشَهِدَ الْعِشَاءَ»]، لولا ما اشتملت عليه البيوت من الذرية والنساء الذين لا تجب عليهم الجماعة. فهذه النصوص تؤيد صحة ما قاله شيخ الإسلام ابن تيمية والعلامة ابن القيم. وهو ما نفتي به.
***