ضمان الطبيب
صاحب الفضيلة المحترم الشيخ عبدالله بن زيد آل محمود.. الموقر رعاه الله وحفظه.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أرجو أنكم تتمتعون بكامل الصحة والرفاهية.
فضلاً لا أمرًا، أرجو تنويرنا عن المسائل الآتية:
السؤال الخامس: لا يمكن لأي طبيب إزاء العقاقير الجديدة المستحدثة والتي منافعها ظاهرة، ولكن يمكن أن يكون لها ردة فعل - أقول: لا يمكن لأي طبيب مهما حرص أن يحكم على ردود فعل هذه العقاقير التي لا بد من استعمالها، فهل إذا حصل ردة فعل خطيرة نتجت عنه وفاة رغم اجتهاد الطبيب، يكون على الطبيب دية وصيام شهرين؟
وفقكم الله وحفظكم.
المخلص: حمد العبدالله
الجواب [رقم: 274]:
13/6/1403هـ.
إلى الفاضل الدكتور حمد العبدالله، حفظه الله.
وسلام عليكم ورحمة الله... وبعد، فإنني استلمت كتابكم الكريم، وفهمت ما تضمنه من كلامكم القويم، خصوصًا ما أشرت إليه من السؤال عن المسائل التي أحدها:
السؤال الخامس: الطبيب الذي اجتهد وحرص ونتج عن علاجه وفاة المريض، فهل يكون على الطبيب دية وصيام شهرين؟
الجواب: ثبت في الحديث أن النبي ﷺ قال: «مَنْ تَطَبَّبَ وَلَمْ يَكُنْ بِالطِّبِّ مَعْرُوفًا فَأَصَابَ نَفْسًا فَمَا دُونَهَا فَهُوَ ضَامِنٌ» [رواه الدارقطني (3439) بلفظه، ومعناه عند أبي داود (4586)، والنسائي (4830)، وابن ماجه (3466)، جميعهم من حديث عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما]، فيضمن القتيل بالدية إلى أهله، وبصيام شهرين متتابعين، أشبه قتل الخطأ؛ لأن الجاهل بالطب يعرض الناس للأضرار والوقوع في الأخطار.
أما من كان طبيبًا حاذقًا ومعروفًا بالطب، فإنه لا يترتب عليه هذا الجزاء؛ لأن من مات في حدّ فالحد قتله، إلا أن يعرف الطبيب أن موت هذا المريض بسبب إهماله في علاجه فيترتب عليه حكم قتل الخطأ.
رئيس المحاكم الشرعية والشؤون الدينية
عبدالله بن زيد آل محمود
***