فقه احناف در پرتو آیات قرآن و احادیث

فهرست کتاب

کتاب حجّ
كتابُ الحجّ

کتاب حجّ
كتابُ الحجّ

هُوَ: زِيَارَةُ بِقَاعٍ مَخصُوصَةٍ بِفِعلٍ مَخصُوصٍ فِي اَشهُرِه؛ وَهِيَ: شَوَّالٌ وَذُوالقَعدَةِ وَعَشرُ ذِي الحَجَّةِ.

فُرِضَ مَرَّةً عَلَی الفَورِ فِي الاَصَحِّ.

وَ شُرُوطُ فَرضِيَّتِه ثَمَانِيةٌ عَلَی الاَصَحِّ: اَلإِسلَامُ وَالعَقلُ وَالبُلُوغُ وَالحُرِّيَّةُ وَالْوَقْتُ وَالْقُدْرَةُ عَلَی الزّٰادِ وَلَوْ بِمَكَّةَ بِنَفَقَةِ وَسَطٍ وَالقُدرَةُ عَلَی رَاحِلَةٍ مُختَصَّةٍ بِه اَو عَلَی شِقِّ مَحملٍ بِالمِلكِ وَالاِجَارَةِ لَا الاِبَاحَةِ وَالاِعَارَةِ لِغَيرِ اَهلِ مَكَّةَ وَمَن حَولَهُم إِذَا أَمكَنَهُمُ المَشيُ بِالقَدَمِ وَالقُوَّةِ بِلَا مَشَقَّةٍ؛ وَإِلَّا فَلَا بُدَّ مِنَ الرَّاحِلَةِ مُطلَقًا؛ وَتِلكَ القُدرَةُ فَاضِلَةٌ عَن نَفَقَتِه وَنَفَقَةِ عِيَالِه اِلی حِينِ عَودِه وَعَمَّا لَا بُدَّ مِنهُ كَالمَنزِلِ وَاَثَاثِه وَآلَاتِ المُحتَرِفِينَ وَقَضَاءِ الدَّينِ.

وَ يُشتَرَطُ العِلمُ بِفَرضِيَّةِ الحَّجِ لِمَن أَسلَمَ بِدَارِ الحَربِ أَوِ الكَونُ بِدَارِ الاِسلَامِ.

وَ شُرُوطُ وُجُوبِ الأَدَاءِ خَمسَةٌ عَلَی الاَصَحِّ: صِحَّةُ البَدَنِ وَزَوَالُ المَانِعِ الحِسِّيِ عَنِ الذِّهَابِ لِلحَجِّ وَأَمنُ الطَّرِيقِ وَعَدَمُ قِيَامِ العِدَّةِ وَخُرُوجُ مَحرَمٍ وَلَو مِن رَضَاعٍ أَو مُصَاهَرَةٍ مُسلِمٍ مَأمُونٍ عَاقِلٍ بَالِغٍ أَو زَوجٍ لإِمرَأةٍ فِي سَفَرٍ؛ وَالعِبرَةُ بِغَلَبَةِ السَّلَامَةِ بَرًّا وَّبَحرًا عَلَی المُفتَی بِه.

وَ يَصِحُّ أَدَاءُ فَرضِ الحَجِّ بِاربَعَةِ أَشيَآءَ لِلحُرِّ: الإِحرَامُ وَالإِسلَامُ؛ وَهُمَا شَرطانِ؛ ثُمَّ الإِتيانُ بِرُكنَيه؛ وَهُمَا: اَلوُقُوفُ مُحرِمًا بِعَرَفَاتٍ لَحظَةً مِن زَوَالِ يَومِ التَّاسِعِ اِلی فَجرِ يَومِ النَّحرِ بِشَرطِ عَدَمِ الجِمَاعِ قَبلَه مُحرِمًا؛ وَالرُّكنُ الثَّانِي؛ هُوَ: اَكثَرُ طَوَافِ الإِفَاضَةِ فِي وَقتِه؛ وَهُوَ: مَا بَعدَ طُلُوعِ فَجرِ النَّحرِ.

وَ وَاجِبَاتُ الحَجِّ: إِنشَاءُ الاِحرَامِ مِنَ المِيقَاتِ وَمَدُّ الوُقُوفِ بِعَرَفَاتٍ إِلَی الغُرُوبِ وَالوُقُوفُ بِالمُزدَلِفَةِ فِيمَا بَعدَ فَجرِ يَومِ النَّحرِ وَقَبلَ طُلُوعِ الشَّمسِ وَرَميُ الجِمَارِ وَذِبحُ القَارِنِ وَالمُتَمَتِّعِ بَينَهُمَا وَالْحَلْقُ وَتَخْصِيْصُهُ بِالْحَرَمِ وَاَيّامِ النَّحْرِ وَتَقْدِيْمِ الرَّمْيِ عَلَی الْحَلْقِ وَنَحْرِ الْقٰارِنِ وَالْـمُتَمَتِّعِ وإِيقَاعُ طَوَافِ الزِّيارَة فِي أَيَّامِ النَّحرِ وَالسَّعيُ بَينَ الصَّفَا وَالمَروَةِ فِي أَشهُرِ الحَجِّ وَحُصُولُه بَعدَ طَوَافٍ مُعتَدٍّ بِه وَالمَشيُ فِيهِ لِمَن لَا عُذرَ لَه وَبِدَاءَةُ السَّعيِ مِنَ الصَّفَا وَطَوَافُ الوَدَاعِ وَبِدَاءَةُ كُلِّ طَوَافٍ بِالبَيتِ مِنَ الحَجَرِالأسوَدِ وَالتّيامُنُ فِيهِ وَالمَشيُ فِيهِ لِمَن لَا عُذرَ لَه وَالطَّهَارَةُ مِنَ الحَدَثَينِ وَسَترُ العَورَةِ وَاَقَلُّ الاَشوَاطِ بَعدَ فِعلِ الأَكثَرِ مِن طَوَافِ الزِّيَارَة؛ وَتَركُ المَحظُورَاتِ كَلُبسِ الرَّجُلِ المِخيَطَ وَسَترِ رَأسِه وَ وَجهِه وَسَترِالمَرأةِ وَجهَهَا وَالرَّفثِ وَالفُسُوقِ وَالجِدَالِ وَقَتلِ الصَّيدِ وَالإِشَارَةِ اِلَيهِ وَالدَّلَالَةِ عَلَيه.

وَ سُنَنُ الحَجِّ مِنهَا: الاِغتِسَالُ وَلَو لِحَائِضٍ وَنُفَسَآءَ اَوِ الوُضُوءُ إِذَا أَرَادَ الإِحرَامَ وَلُبسُ إِزارٍ وَرِدَاءٍ جَدِيدَينِ اَبيَضَينِ وَالتَّطَيُّبُ وَصَلَوةُ رَكعَتَينِ وَالإِكثَارُ مِنَ التَّلبِيَةِ بَعدَ الإِحرَامِ رَافِعًا بِهَا صَوتَه مَتَی صَلَّی اَو عَلَا شَرَفًا أَو هَبَطَ وَادِيًا أَو لَقِيَ رَكبًا وَبِالأَسحَارِ وَتَكرِيرُهَا كُلَّمَا أَخَذَ فِيهَا وَالصَّلوةُ عَلَی النَّبِيِّ صَلَّی اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ وَسُئَوالِ الجَنَّةِ وَصُحبَةِ الأَبرَارِ وَالإِستِعَاذَةِ مِنَ النَّارِ وَالغُسلِ لِدُخُولِ مَكَّةَ وَدُخُولُهَا مِن بَابِ المُعَلَّاةِ نَهَارًا وَّالتَكبِيرُ وَالتَّهلِيلُ تِلقَاءَ البَيتِ الشَّرِيفِ وَالدُّعَاءُ بِمَا أَحَبَّ عِندَ رُؤيَتِه وَهُوَ مُستَجَابٌ وَطَوَافُ القُدُومِ وَلَو فِي غيرِ اَشهُرِ الحَجِّ؛ وَالاِضطِبَاعُ فِيهِ وَالرَّمَلُ إِن سَعی بَعدَه فِي أَشهُرِ الحَجِّ وَالهَروَلَةُ فِيمَا بَينَ المِيلَينِ الأَخضَرَينِ لِلرِّجَالِ وَالمَشيُ عَلَی هَينَةٍ فِي بَاقِي السَّعيِ وَالإِكثَارُ مِنَ الطَّوَافِ؛ وَهُوَ أَفضَلُ مِن صَلَوةِ النَّفلِ لِلآفَاقِيِّ؛ وَالخُطبَةُ بَعدَ صَلوةِ الظُّهرِ يَومَ سَابِعِ الحَجَّةَ بِمَكَّةَ؛ وَهِيَ خُطبَةٌ وَاحِدَةٌ بِلَا جُلُوسٍ، يُعَلِّمُ المَنَاسِكَ فِيهَا؛ وَالخُرُوجُ بَعدَ طُلُوعِ الشَّمسِ يَومَ التَّروِيَةِ مِن مَكَّةَ لِمَنًی وَالمَبِيتُ بِها ثُمَّ الخُرُوجُ مِنهَا بَعدَ طُلُوعِ الشَّمسِ يَومَ عَرَفَةَ اِلَی عَرَفَاتٍ؛ فَيَخطُبُ الاِمَامُ بَعدَ الزَّوَالِ قَبلَ صَلَوةِ الظُّهرِ وَالعَصرِ مَجمُوعَةً جَمعَ تَقدِيمٍ مَعَ الظُّهرِ خُطبَتَينِ يَجلِسُ بَينَهُمَا؛ وَالاِجتَهَادُ فِي التَّضَرُّعِ وَالخُشُوعِ وَالبُكَاءِ بِالدُّمُوعِ وَالدُّعَاءِ لِلنَّفسِ وَالوَالِدَينِ والاِخوَانِ المُؤمِنِينَ بِمَا شَآءَ مِن اَمرِ الدَّارَينِ فِي الجَمعَينِ؛ وَالدَّفعُ بِالسَّكِينَةِ وَالوَقَارِ بَعدَ الغُرُوبِ مِن عَرَفَاتٍ؛ وَالنُّزُولُ بِمُزدَلِفَةَ مُرتَفِعًا عَن بَطنِ الوَادِي بِقُربِ جَبَلِ قُزَحَ؛ وَالمَبِيتُ بِهَا لَيلَةَ النَّحرِ بِمِنیٰ اَيَّامَ مِنیٰ بِجَميعِ أَمتِعَتِه؛ وَكُرِهَ تَقدِيمُ ثَقَلِه اِلی مَكَّةَ إِذ ذَاكَ. وَيَجعَلُ مِنی عَن يَمِينِه وَمَكَّةَ عَن يَسَارِه حَالَةَ الوُقُوفِ لِرَميِ الجِمَارِ وَكَونُه رَاكِباً حَالَةَ رَميِ جَمرَةِ العَقَبَةِ فِي كُلِّ الأَيَّامِ؛ مَاشِيًا فِي الجَمرَةِ الاُولَی التِي تَلِي المَسجِدَ وَالوُسطی؛ وَالقِيَامُ فِي بَطنِ الوَادِي حَالةَ الرَّميِ؛ وَكَونُ الرَّميِ فِي اليَومِ الاَوَّلِ فِيمَا بَينَ طُلُوعِ الشَّمسِ وَزَوَالِهَا وَفِيمَا بَينَ الزَّوَالِ وَغُرُوبِ الشَّمسِ فِي بَاقِي الاَيَّامِ؛ وَكُرِهَ الرَّميُ فِي اليَومِ الاَوَّلِ وَالرَّابِعِ فِيمَا بَينَ طُلُوعِ الفَجرِ وَالشَّمسِ؛ وَكُرِهَ فِي اللَيالي الثَلاثِ وَصَحَّ؛ لِأَنَّ اللَيَالِي كُلَّهَا تَابِعَةٌ لِمَا بَعدَهَا مِنَ الاَيَّامِ اِلَّا الليلَةَ الَّتِي تَلِيَ عَرفَةَ حَتَّی صَحَّ فِيهَا الوُقُوفُ بِعَرَفاتٍ وَهِيَ لَيلَةُ العِيدِ وَلَيَالِيَ رَمِي الثَّلَاثِ فَإِنَّهَا تَابِعَةٌ لِمَا قَبلَهَا؛ وَالمُبَاحُ مِن أَوقَاتِ الرَّمي: مَا بَعدَ الزَّوَالِ اِلی غُرُوبِ الشَّمسِ مِنَ اليَومِ الاَوَّلِ. وَبِهَذَا عُلِمَت اَوقَاتُ الرَّميِ كُلُّهَا جَوَازً وَكَرَاهَةً وَاِستِحبَابًا.

وَ مِنَ السُّنَّةِ، هَديُ المُفرَدِ بالحَجِّ وَالاَكلُ مِنهُ وَمِن هَدی التَّطَوُّعِ وَالمُتعَةِ وَالقِرَانِ فَقَط؛ وَمِنَ السُّنَّةِ. الخُطبَةُ يَومَ النَّحرِ مِثلَ الاُولی يُعَلِّمُ فِيهَا بَقِيَّةَ المَنَاسِكِ وَهِی ثَالِثَةُ خُطَبِ الحَجِّ؛ وَتَعجِيلُ النَّفَرِ إِذَا أَرَادَه مِن مِنیٰ قَبلَ غُرُوبِ الشَّمسِ مِنَ اليَومِ الثَّانِي عَشَرَ؛ وَإِن أَقَامَ بِهَا حَتَّی غَرَبَتِ الشَّمس مِنَ اليَومِ الثَّانِي عَشَرَ فَلَا شَئَ عَلَيهِ وَقَد أَسَاءَ، وَإِن أَقَامَ بِمِنیٰ اِلَی طُلُوعِ فَجرِ اليَومِ الرَّابِعِ لَزِمَه رَميُه؛ وَمِنَ السُّنَّةِ، النُّزُولُ بالمُحَصَّبِ سَاعَةً بَعدَ اِرتِحَالِه مِن مِنیٰ؛ وَشُربُ مَاءِ زَمزَمَ وَالتَضَلُّعُ مِنهُ وَاِستِقبَالُ البَيتِ وَالنَّظَرُ اِلَيهِ قَائِمًا وَالصَّبُّ مِنهُ عَلَی رَأسِه وَسَائِرِ جَسَدِه؛ وَهُوَ: لِمَا شُرِبَ لَه مِن أُمُورِ الدُّنيَا وَالآخِرَةِ؛ وَمِنَ السُّنَّةِ، التِزَامُ المُلتَزَمِ وَهُوَ أَن يَّضَعَ صَدرَه وَ وَجهَه عَلَيه وَالتَّشَبُّثُ بِالاَستَارِ سَاعَةً دَاعِيًا بِمَا اَحَبَّ وَتَقبِيلُ عَتَبةِ البَيتِ وَدُخُولِه بِالاَدَبِ وَالتَّعظِيمِ ثُمَّ لَم يَبقَ عَلَيهِ اِلَّا اَعظَمَ القُرُبَاتِ وَهِيَ زِيَارَةُ النَّبِيِّ صَلَّی اللهُ عَلَيه وَسَلَّمَ وَاَصحَابِه فَيَنوِيهَا عِندَ خُرُوجِه مِن مَكَّةَ مِن بَابِ سَبِيكَةَ مِنَ الثَّنِيَّةِ السُّفلی. وَسَنَذكُرُ للزِّيَارَةِ فَصلًا عَلَی حِدَتِه إِن شاءَ اللهُ تَعَالی.