فَصلٌ
اَلسُّلطَانُ، أَحَقُّ بِصَلاتِه؛ ثُمَّ نَائِبِه؛ ثُمَّ القَاضِي؛ ثُمَّ إِمَامُ الحَيِّ؛ ثُمَّ الوَليُّ. وَلِمَن لَهُ حَقُّ التَّقَدُّمِ، أَن يَّأذَنَ لِغَيرِه؛ فَإِن صَلَّی غَيرُه، أَعَادَهَا إِن شَاءَ وَلَا يُعِيدُ مَعَه مَن صَلَّی مَعَ غَيرِه؛ وَمَن لَه وِلَايَةُ التَّقَدُّمِ فِيهَا، أَحَقُّ مِمَّن أَوصَی لَهُ المَيِّتُ بِالصَّلَاةِ عَلَيهِ عَلَی المُفتَی بِه.
وَ إِن دُفِنَ بِلَا صَلَاةٍ، صُلِيَ عَلَی قَبرِهِ وَإِن لَم يُغسَل مَا لَم يَتَفَسَّخ؛ وَاِذَا اِجتَمَعَتِ الجَنَائِزُ، فَالإِفرَادُ بِالصَّلَاةِ لِكُلٍّ مِنهَا، أَولَی؛ وَيُقَدَّمُ الأَفضَلُ فَالأَفضَلُ. وَإِن اِجتَمَعنَ وَصَلَّی عَلَيهَا مَرَّةً، جَعَلَهَا صَفًّا طَوِيلًا مِمَّا يَلِي القِبلَةَ بِحَيثُ يَكُونُ صَدرُ كُلٍّ، قُدَّامِ الإِمَامِ؛ وَرَاعَی التَّرتِيبَ؛ فَيَجعَلُ الرِّجَالَ مِمَّا يَلِی الإِمَامَ؛ ثُمَّ الصِّبيَانَ بَعدَهُم؛ ثُمَّ الخَنَاثَی؛ ثُمَّ النِّسَاءَ؛ وَلَو دَفَنُوا بِقَبرٍ وَاحِدٍ، وَضَعُوا عَلَی عَكسِ هَذَا. وَلَا يَقتَدِي بِالإِمَامِ مَن وَجَدَهُ بَينَ تَكبِيرَتَينِ؛ بَل يَنتَظِرُ تَكبِيرَ الإِمَامِ؛ فَيَدخُلُ مَعَهُ وَيُوَافِقهُ فِي دُعَائِه ثُمَّ يَقضِي مَا فَاتَه قَبلَ رَفعِ الجَنَازَةِ. وَلَا يَنتَظِرُ تَكبِيرَ الإِمَامِ مَن حَضَرَ تَحرِيمَتَه؛ وَمَن حَضَرَ بَعدَ التَّكبِيرَةِ الرَّابِعَةِ قَبلَ السَّلَامِ، فَاتَتهُ الصَّلَاةُ فِي الصَّحِيحِ.
وَ تَكرَهُ الصَّلَاةُ عَلَيهِ فِي مَسجِدِ الجَمَاعَةِ وَهُوَ فِيهِ أَو خَارِجَه وَبَعضُ النَّاسِ فِي المَسجِدِ عَلَی المُختَارِ وَمَنْ اِسْتَهَلَّ، سُمِّيَ وَغُسِلَ وَصُلِّيَ عَلَيْهِ؛ وَاِنْ لَّمْ يَسْتَهِلَّ، غُسِلَ فِي الْـمُخْتٰارِ وَأُدرِجَ فِي خِرقَةٍ وَدُفِنَ وَلَم يُصَلَّ عَلَيهِ؛ كَصَبِيٍّ سُبِيَ مَعَ أَحَدِ أَبَوَيهِ إِلَّا أَن يُّسلِمَ أَحَدُهُمَا أَو هُوَ أَو لَم يُسَب أَحَدُهُمَا مَعَه. وَإِن كَانَ لِكَافِرٍ، قَرِيبٌ مُسلِمٌ؛ غَسَلَه كَغَسلِ خِرقَةٍ نَجِسَةٍ وَكَفَّنَه فِي خِرقَةٍ وَأَلقَاهُ فِي حُفرَةٍ أَو دَفَعَه اِلَی أَهلِ مِلَّتِه. وَلَا يُصَلِّي عَلَی بَاغٍ وَقَاطِعِ طَرِيقٍ قُتِلَ فِي حَالَةِ المُحَارَبَةِ وَقَاتِلٍ بِالخَنقِ غِيلَةً وَمُكَابِرٍ فِي المِصرِ لَيلًا بِالسِّلَاحِ وَمَقتُولٍ عَصَبِيَّةً وَإِن غُسِلُوا؛ وَقَاتِلُ نَفسِهِ يُغسَلُ وَيُصَلَّی عَلَيهِ؛ لَا عَلَی قَاتِلِ أَحَدِ أَبَوَيهِ عَمَدًا.