فَصلٌ
يَنقَسِمُ الصَّومُ اِلَی سِتَّةِ أَقسَامٍ: فَرضٌ وَ وَاجِبٌٍ وَمَسنُونٌٍ وَمَندُوبٌٍ وَنَفلٌٍ وَمَكرُوهٌٍ.
أَمَّا الفَرضُ: فَهُوَ صَومُ رَمَضَانَ أَدَاءً وَقَضَاءً وَصَومُ الكَفَّارَاتِ وَالمَنذُورِ فِي الأَظهَرِ.
وَ أَمَّا الوَاجِبُ: فَهُوَ قَضَاءُ مَا أَفسَدَه مِن نَفلٍ.
وَ أَمَّا المَسنُونُ: فَهُوَ صَومُ يَومِ عَاشُورَاءَ مَعَ التَّاسِعِ.
وَ أَمَّا المَندُوبُ: فَهُوَ صَومُ ثَلَاثَةٍ مِن كُلِّ شَهرٍ وَيَندُبُ كَونُهَا الأَيَّامَ البِيضَ؛ وَهِيَ: الثَّالِثَ عَشَرَ وَالرَّابِعَ عَشَرَ وَالخَامِسَ عَشَرَ وَصَومُ الإِثنَينِ وَالخَمِيسِ وَصَومُ سِتٍّ مِن شَوَّالٍ؛ ثُمَّ قِيلَ: الأَفضَلُ وَصلُهَا؛ وَقِيلَ: تَفرِيقُهَا؛ وَكُلُّ صَومٍ ثَبَتَ طَلَبُه وَالوَعدُ عَلَيهِ بِالسُّنَّةِ كَصَومِ دَاودَ عَلَيهِ السَّلَامُ، كَانَ يَصُومُ يَومًا؛ وَيُفطِرُ يَومًا وَهُوَ أَفضَلُ الصِّيَامِ وَأَحَبُّه إِلَی اللهِ تَعَالَی.
وَ أَمَّا النَّفلُ: فَهُوَ مَاسِوَی ذَالِكَ مِمَّا لَم يَثبُتْ كَرَاهِيَّتُه.
وَ أََمَّا المَكرُوهُ: فَهُوَ قِسمَانِ: مَكرُوهٌ تَنزِيهًا وَمَكرُوهٌ تَحرِيمًا؛ الأَوَّلُ: كَصَومِ عَاشُورَاءَ مُنفَرِدًا عَنِ التَّاسِعِ؛ وَالثَّانِي: صَومُ العِيدَينِ وَأَيَّامُ التَّشرِيقِ؛ وَكُرِهَ إِفرَادُ يَومِ الجُمُعَةِ وَإِفرَادُ يَومِ السَّبتِ وَيَومِ النَّيرُوزِ أَوِ المِهرَجَان إِلَّا أَن يُّوَافِقَ عَادَتَه؛ وَكُرِهَ صَومُ الوِصَالِ وَلَو يَومَينِ؛ وَهُوَ: أَن لَا يُفطِرَ بَعدَ الغُرُوبِ أَصلًا حَتَّی يَتَّصِلَ صَومُ الغَدِ بِالأَمسِ؛ وَكُرِهَ صَومُ الدَّهرِ.