فصلٌ
اَلهَديُ، اَدنَاهُ شَاةٌ؛ وَهُوَ: مِنَ الإِبِلِ وَالبَقَرِ وَالغَنَمِ. وَمَا جَازَ فِي الضَّحَايَا، جَازَ فِي الهَدَايَا.
وَالشَاةُ: تَجُوزُ فِي كُلِّ شَيءٍ إِلَّا فِي طَوَافِ الرُّكنِ جُنُبًا وَ وَطءٍ بَعدَ الوُقُوفِ قَبلَ الحَلقِ؛ فَفِي كُلٍّ مِنهُمَا بَدَنَةٌ.
وَ خُصَّ هَديُ المُتعَةِ وَالقِرانِ بِيَومِ النَّحرِ فَقط؛ وَخُصَّ ذِبحُ كُلِّ هَديٍ بِالحَرَمِ اِلَّا أَن يَكُونَ تَطَوُّعًا وَتَعَيَّبَ فِي الطَّرِيقِ فَيَنحَرُ فِي مَحَلِّهِ وَلَا يأكُلُه غَنِيٌّ وَفَقِيرُ الحَرَمِ وَغَيرِه سَوَاءٌ وَتُقَلَّدُ بَدَنَةُ التَّطَوُّعِ وَالمُتعَةِ وَالقِرَانِ فَقَط؛ وَيَتَصَدَّقُ بِجِلَالِه وَخِطَامِه؛ وَلَا يُعطی اَجرُ الجَزَّارِ مِنهُ وَلَا يَركَبُه بِلَا ضَرُورَةٍ وَلَا يُحلَبُ لَبَنُه اِلَّا اَن بَعُدَ المَحِلُّ؛ فَيَتَصَدَّقُ بِه وَيَنضِحُ ضَرعَه اِن قَرُبَ المَحِلُّ بِالنُّقاخِ وَلَو نَذَرَ حَجّاً مَاشِيًا، لَزِمَه وَلَا يَركَبُ حَتّی يَطُوفَ لِلرُّكنِ؛ فَاِن رَكِبَ، اَراقَ دَمًا. وَفُضِّلَ المَشيُ عَلَی الرُّكُوبِ لِلقَادِرِ عَلَيه.
وَفَّقَنَا اللَّهُ تَعَالی بِفَضلِهِ وَمَنَّ عَلَينَا بِالعَودِ عَلَی أَحسَنِ حَالٍ اِلَيهِ بِجَاهِ سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ صَلَّی اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ.